صلاح الفضلي: الأطباء البدون: أعمى وظلمة

يروى أن رجلاً ضريراً كان على جانب كبير من المعرفة والذكاء، فكان يحمل بيده شمعة مضاءة عندما يضطر للخروج من داره ليلاً، وفي ذات يوم صادفه في الطريق صديق له، فرأى صاحبه يسير وفي يده شمعة مضاءة، فسأله: «انت ضرير ما تشوف، فما حاجتك للشمعة»، فقال الرجل: «هذي الشمعة ليست لي.. هذي الشمعة لك ولغيرك.. تشوفني فيها حتى لا تصدمني وتوقعني.. وبعدين تقول العفو.. الدنيا ظلمة وما شفتك.. يعني تريدني «هم أعمى.. وهم ظلمة»، فذهب قوله مثلاً.
هذا المثل ينطبق على الأطباء البدون بوزارة الصحة، فلا يكفي أن هؤلاء الأطباء حفروا الصخر بأيديهم، حتى أصبحوا أطباء، ولا يكفي أن رواتبهم لا تقارن برواتب زملائهم الآخرين، فوق كل ذلك يرفض معهد الاختصاصات الطبية قبول طلباتهم للالتحاق في برنامج البورد الكويتي، رغم قلة عددهم، فيما يقبل أطباء غير كويتيين، علماً بأن هذا البرنامج ضروري لترقي الطبيب، لكي يصبح اختصاصيا، ومن بعد ذلك استشاريا، والتحاق هؤلاء الأطباء تعود فائدته على المرضى.
عدم قبول الأطباء البدون في برنامج «البورد» الكويتي، يأتي بعد أن وعدوا من قبل وزارة الصحة في العام الماضي بقبولهم في البرنامج، لكن المفاجأة كانت أن البرنامج لم يقبل أيا من الأطباء البدون، علما بأن برنامج «البورد» الكويتي هو البرنامج الوحيد الذي يستطيع الأطباء البدون الالتحاق به، فيما بقية الأطباء متاح لهم الالتحاق بأي برنامج بورد آخر، وبذلك، يكون الباب الوحيد أمام هؤلاء الأطباء لاستكمال ترقيهم المهني قد أغلق.
المطلوب من وزير الصحة ومجلس إدارة المعهد العمل لإيجاد حل لهذه المشكلة، ففي النهاية الأطباء البدون يخدمون مجتمعنا، وأي تطور في مستواهم المهني يصب في مصلحة المرضى، وقبل ذلك فهؤلاء الأطباء أبناء هذا المجتمع، ويجب الاستفادة منهم، واستثمارهم بشكل صحيح، حتى لا ينطبق عليهم المثل «هم أعمى وهم ظلمة»، ليصبح المثل «هم طبيب بدون وهم ما تخلونه يكمل تعليمه».
المصدر جريدة الكويتية

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.